أثناء إقامتي في الفنادق السياحية، ألاحظ كيف أن السواح الأجانب يبتسمون ويلقوا التحية و good morning بعفوية وسلاسة لكل من يصادفونهم في طريقهم.. في ممرات غرف الاوتيل.. في الممشى في المطعم في اي مكان رغم حاجز اللغة يتواصلوا بمحبة ويلقون التحية بكل بساطة ...
بينما يتكبر النزلاء والمصطافون المصريون على التحية، عندما يلتقون يستيقظ فجأة طاووس الغرور ونفش أجنحة الغرور والخيلاء.. ترتسم التكشيرة المصطنعة على الوجوه كعلامة بوجوب الاذعان بأنه الأفضل ويمرون بصمت وخيلاء كأنصاف آلهة... لا صباح الخير ولا السلام عليكم.. ولا مرحبا ولا حتى هاي صغيرة... مع اننا المسلمين لدينا توصية وتوجيه نبوي بافشاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف... وان الجميع إخوتنا في الإنسانية..
السبب في اعتقادي هو الجهل بالدين اولا والكبر والغطرسة الفارغة ثانيا والتي تعود فتعكس أيضا الجهل بالدين والبعد المعاني الإنسانية ..
تعجبت عندما قالت لي إحدى الزميلات تعليقا على سلوك أحدهم، ان الفلاحين بس هما اللي بيرموا السلام على اي حد يمروا عليه.. وعشان تكون متحضر لازم تبطل الخصلة دي ليقولوا عليك فلاح متفهمش في الذوق.. بالطبع مع كامل احترامي لكل الفلاحين..
وعندما سكنت في برج جديد، لاحظت فعلا اني عندما ألقي السلام على أحد من السكان الذين التقي بهم عند المصعد ، لا أحد يرد السلام.. أخبرني زوجي : عشان انتي متواضعة وفاكرة الناس زيك.. لازم تتكبري عليهم يقوموا يعرفوا قدرك..
الغريب ان تعامل الجميع بدأ يتحسن عندما بدأت اتعامل معهم بتجاهل واستعلاء مصطنع و ضد طبيعتي ..😳
سبحان الله يبدو هكذا انتشر وباء عدم إفشاء السلام بيننا ولهذا الحد تشوهت فطرتنا ولهذا الحد نحن بعيدون ليس فقط عن تعاليم ديننا..بل وعن ألف باء الإنسانية
عندما ذهب الشيخ محمد عبده إلى بلاد أوروبا لفت نظره أن الناس هناك يحترمون بعضهم بعضا، فعقد مقارنة سريعة بين أخلاق الأوروبيين، وأخلاق المسلمين فوجد أن انهم يتخلقون بأخلاق الإسلام فى معاملاتهم وأعمالهم على حين أن المسلمين بعيدون عن أخلاق دينهم فقال قولته المشهورة: «رأيت فى أوروبا إسلاما بلا مسلمين»... وانا اليوم اكرر ذات المقولة التعيسة ولا ادري إلى متى ستتعاقب الاجيال التي تكررها !!؟
🖤
نعوذ بك اللهم من الاعتزاز بالجهل و انغلاق التفكير وسذاجة القناعات.. اللهم اجعلنا من عبادك الذين قلت فيهم :
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً*}