تطل شرفتي على طريق يوصل إلى مدرسة مجاورة ، أشاهد يوميا مشهد الآباء والأمهات يوصلن أطفالهن إلى المدرسة.
في رحلة توصيل الأبناء للمدرسة الف ذكرى وذكرى تمر بي مع والدي رحمه الله وكتب أجره في عليين ، كان حريصاً -رحمه الله- على الاستفادة والانتفاع من كل دقيقة ، في المرحلة الابتدائية كان يطلب مني أن اقرأ اللافتات ليراجع مهارتي في الهجاء .
وفي المتوسطة كان يطرح العبارة ويقول: إعربي ... ويشرح لي تفصيلا لماذا هذا مفعول به وهذا فاعل ولماذا هذا منصوب وذاك مرفوع .. كان يتحداني في جمع غرائب اللغة: ما جمع عرجون؟ ما جمع اخطبوط؟ !!
عندما كبرت اكثر وصرت في الثانوية كانت لعبة الفوازير الخاصة به : أن يطرح بيتاً من الشعر والمطلوب أن ارد ببيت من الشعر يبدأ بآخر حرف من البيت الذي قاله.
كل ذلك بالإضافة إلى ترديد أذكار الصباح وتفسير قصار السور .. كان يعيش حالة امتنان دائم لله تعالى ولا يمل من ترديد تفاصيل افضاله عليه وكرمه .
أتأملُ سيارات الآباء تقذف بالأطفال إلى المدرسة.. تتوالى السيارات و يغمرني الشعور بحمد الله وفضله ..فالله وحده يعلم اي توجيهات واي قيم يغرسها هؤلاء الآباء بذاكرة أبنائهم خلال رحلة توصيل الأبناء إلى المدرسة.
جعل الله ما علمتني في ميزان حسناتك واذاقك برد عفوك وحلاوة حبه و للفردوس روحك #يا_بابا …♡♡
#صهباء_بندق #خواطر #Dr_Sahbaa