على طريق الواحات البحرية، توقفت سيارة الدفع الرباعي التي حملتنا إلى مبنى مشيد فوق أحد الجبال يحمل لافتة معدنية أكلتها الشمس كُتب عليها : "متحف تراث الواحات " . متحف أقامه فنان مصري أصيل أخذ على عاتقه أن يحافظ على عادات وموروثات بلده ومسقط رأسه " الواحات البحرية " ؛ معتمداً فى معماره على نزعته الفنية الفطرية التى تميل إلى التأريخ بالرسم والنحت ؛ مستخدماً الخامات الطبيعية التي توفرها بيئته الصحراوية ؛ فصادق الصخور، وصاحب الأحجار، وجالس التراب الواحاتي، ليصنع منه تماثيل ولوحات وأقنعة لها ألوان وروح ورائحة الواحات . إنه فنان حمل بوعيه الأصيل أمانة التعبير عن ثقافته، بالشكل الفني الذي يتقنه، متحملًا مخاطر عدم التحقق وتعجب مجتمعه منه ومن أنشطته وإنتاجه الفني، بل أحيانًا سخريته، ومتحملًا أيضًا تكلفة مادية يرى الكثيرون أنها وُجِّهت هباء.
اقرأ المزيد